روعـــة الجمال..!!
نَصَبَ الحسنُ عرشَهُ وتَبَاهَى
عندما أَقْبَلْت تَجرُّ خُطَاها
غادةٌ زفَّها الفتونُ جمالاً
ومِنَ السِّحرِ حُلَّةً قدْ حَبَاها
حَمَلَتْ غُرَّةَ الصباحِ على الوجهِ
فغارَ الصَّباحُ لمَّا رَآها
شَعْرُهَا الأَشْقَرُ النديُّ تَسَامَى
مُتْرَفاً حِينَ لامَسْتُهُ يَدَاها
وعَلَى الهدبِ من بَريقِ الأَماني
حُلُمٌ رَفَّ من رَقيقِ مُنَاها
كلَّما هَبَّتِ النَّسائِمُ صُبْحاً
مَالَ زَهْرُ الرُّبا وَحَيَّا صِبَاها
وتفوقُ الربيعَ حُسناً وأُنْسَاً
رائقُ الزَّهْرِ عِطْرُهَا وشَذَاهَا
لَبِستْ من بَيَادِرِ الوردِ ثَوْبَاً
مُخْمَليَّ السَنَا يزيدُ بَهَاهَا
هامَ فيهَا الضِّياءُ لمَّا تبدَّتْ
وهفا عَاشِقَاً يُقَبِّلُ فَاهَا
سَرَقَتْ عَتْمَةَ الظَّلامِ مِنَ
اللَّيْلِ ومَنْهُ تَكَحَّلَتْ مُقْلَتَاهَا
قَدْ سَقتْهُ مِنَ المراشِفِ خَمْراً
أَسْكَرَتْهُ بِعَاطِرٍ مِنْ لَمَاهَا
فَجَّرَ الشوقُ جَدْوَلاً في عُروقِي
أَنَا لَوْلاَكِ مَا عَشِقْتُ الشِّفَاهَا
فَاسْقِني جُذْوَةَ الرَّحِيقِ اشْتِعَالاً
رُبَّما تَعْرِفِينَ أَنّيَ فَتَاهَا
كيفَ لا أَعْشَقُ الجمالَ وقلبي
بَيْنَ شطْرِيهِ ظِلُّها وَرُؤَاهَا